هل طلبت الولايات المتحدة إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين؟

 

ويكلي ستاندرد (جون روثينسال) - 26 يونيو 2015  

 

بالرجوع إلى ما قبل انتخابات 2012 بعدة أشهر ومراجعة أحوال بلدان الربيع العربي بوجه عام ومصر بشكل خاص فإننا سنكتشف المخاوف الأمريكية والغربية من موجات عنف متتالية تهدد مصالحها في هذه البلدان.

فالقراءة الخاطئة لموازين القوى في مصر جعلت واشنطن ترى في جماعة الإخوان المسلمين حلا للخروج من دوامات العنف المحتملة خاصة وأن الجماعة كانت تحظى بتواجد حقيقي في الشارع المصري، الذي أراد الخروج من دائرة امتدت لثلاثة عقود من خلال حكم مبارك، وآن الأوان لرؤية تجربة حزب إسلامي في سدة الحكم، يمكنه أن يصل اليها من خلال تجربة ديموقراطية.

بدأت جماعة الإخوان المسلمين في تهديد الجميع بإشعال العنف في حال عدم فوز مرشحهم واعلنت عن تنصيب محمد مرسي رئيسا للجمهورية في ميدان التحرير قبل إعلان النتيجة رسميا.

وفاز الرئيس المصري المعزول محمد مرسي فاز بنسبة فاقت نسبة المرشح المنافس أحمد شفيق في أول انتخابات ديمقراطية شهدتها مصر ولكن هذا الامر لم يرق للبعض الأمر الذي ساق "مخططات" وتحالفات أدت إلى إسقاط حكمه وزجه برفقة قيادات الإخوان المسلمين في السجن والحكم عليهم جميعاً بالإعدام.

إن حقيقة الأمر بدأت تتكشف بعد تلك التقارير التي أعلنها موقع "المونيتور" والتي كشف من خلالها عن أدلة عدم فوز مرسي في الانتخابات، ولكن كان مجرد اعلان الفائز من قبل لجنة الانتخابات، من أجل تجنب العنف الذي كان تأكد من أتباع مرسي.

كما أن هناك تأكيد على وجود رسالة بريد إلكتروني من المستشار حاتم بجاتو إلى المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، نصت "من أجل اتخاذ القرار الصحيح والأكثر فائدة لهذا البلد ومواطنيه وعلى الرغم من كونها مخالفة للقانون، هو إعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية لتجنيب البلاد الصراع الدموي الذي سيحدث لا محالة في حال أن يتم الإعلان عن فوز أحمد شفيق"، على حد زعم التقرير.

ومن المؤكد أن قامت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (هيلاري كلينتون) بالاتصال بالمشير طنطاوي هاتفيًا، قبيل الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، ومارست عليه ضغوط كبيرة من أجل إعلان فوز محمد مرسي، وتسليم السلطة إلى جماعة الإخوان المسلمين حتى لا (تواجه البلاد حربًا أهلية)، مطالبة بضرورة إعلان الحقائق للرأي العام المصري والعالمي، والكشف عن المخالفات الجسيمة من التلاعب والتزوير التي شابت العملية الانتخابية ككل، هذا بالإضافة إلى الكشف عن الضغوط الجنائية والممارسات والتهديدات التي واجهت عائلات رئيس وأعضاء اللجنة المسؤولة عن الانتخابات.

ولكن التساؤل القوي يكمن في خشية أمريكا من موجة عنف إذا ما لم يفوز مرسي بالانتخابات وعدم تحركها في المجازر التي وقعت خلال فض اعتصامي "رابعة" والنهضة" الأمر الذي يضع مئات علامات الاستفهام أمام غضها البصر عن الانتهاكات التي أرتكبت في مصر.